إنسانُ الحِكايَةِ

  • صالح أحمد

انصَهِر فيَّ، لِأَبدَأَ فيكَ...
قالَها الحُبُّ وهو يُعانِقُ غَيمًا صاعِدًا...
وكانَ الأُفقُ بَرقًا


 

 

والطوفانُ موجًا في مَرايا تَحضُنُ الرَّعدَ لِتَنتَفِضَ المَدينَةُ

يَفزَعُ الجَسَدُ الباحِثُ عَن صَوتِهِ مِن أَقاصي الجُرحِ

أَلَيسَ الجُرحُ وَالصَّوتُ حِكايَةً؟

والحِكايَةُ لا تَعيشُ بِلا زَمانٍ

هَأَنَذا أُحيي زَماني في لَهيبِ الاِنصهارِ الحُرِّ في أُفُقِ الحِكايَةِ

لا لَهيبَ بِلا مَكانٍ؛

تَزفُرُ الصَّحراءُ

تَنمو في المَدَى أُغنِيَةُ الحُبِّ

ذي عَناصِرُها مَدينَة.

يولَدُ التاريخُ حينَ يُفيقُ مِن وَهَجِ المَكانِ زَمانُه

تَشمَخُ جَبهَةُ الحِسِّ

تَحمِلُ شُعلَةَ الأَبعادِ

تَرسُمُ بِاللَّهيبِ المُنتَشي إِنسانَ المَسافاتِ

تَحبَلُ النارُ وتُنجِبُ شَمسَ لَهفَتِنا

وَلِلَّهفَةِ إِنسانٌ، زَمانٌ، ومَكان

ضوءٌ، وأُغنيَةٌ، وَرَقصَةُ عاشِقٍ

كفٌ تَهُزُّ الشَّجَرَ العاشِقَ: امتَحِنّي!

هَأَنَذَا ابتَدَأتُ، امنَحني يُنوعَكَ

يَسكُنُ البَرقُ أَطرافي،

يَصَيِّرُني زَمانًا وَمَكانًا لِعُيونِ الأَبَدِيَّةِ

يولَدُ التاريخُ حينَ تَصيرُ لِلأَحلامِ خُطًى

تَحتَها يَتَفَجَّرُ الصَّوتُ صَعيدًا وعُيونًا

وشُموخًا ضَمَّهُ الغُصنُ لِيُزهِرَ

استَضيئي يا رُؤوسَ أَصابِعي أَنوارَ رَقصَتِهِ

سَقَطَ الحاجِزُ

بادَتِ الأَهوالُ

هَذا الأفقُ زَحفٌ مِن وُجوهٍ سَكَنَ الحُبُّ مَلامِحَها

فَصارَت روحَ التّسامي وعِشقَ النورِ

يَشرَبُهُ المَدى ويُبرِقُ:

انصَهِر بي يا يَقينَ الحُبِّ

يولَدُ مِن لَظَى شَوقي زَمانًا وَمَكانًا

أرشيف فلسطين الشباب