وأنا أنهي هذه القصيدة

  • أليس يوسف

تستيقظ أنت من نومك، من ليلة طويلة متقلبة، ملتحفا ببقايا حلمك،

من رؤية تجمعنا وتفرقنا - بدلا من الفضاء الافتراضي.

أركض أسرع منك اليوم- اليوم فقط ـ، أتركك لتحف الهواء بكفيك في الساعات الباكرة

 

الآن أمامي مع الجريدة، تستشف ما بقي من فقاعات في الهواء؛ أنت يا غريبي؛ تتركني أكتب بهدوء

 

وأنا أنهي هذه القصيدة،  يستعد جاري لقلي البيض، نتشارك أنا وهو المطبخ و حب عصير البرتقال، ذاب زبده و انتظره في قاع المقلى هذا الصباح، بينما بكسله المعتاد؛ ما زال يكسر البيض على طرف أمعاء صحني الأزرق، يحرك بعنف

ويقرع الشوك والسكاكين ليعلمني بأن قلي البيض مازال"تحت السيطرة"،  هذا طبع الرجال يحاولون استثارة خجل النساء بالضجة ـ إنها مقدرة عضلية اكتشفوها حديثاً ـ

يترك قلمي بركة زرقاء على خطوط الدفتر. في الخارج مطر أوروبا يستقبلني، تمطر بهدوء

لا شق في السماء البيضاء الممتدة بين الغيوم التي تجتمع كأنما غطاء

كأنما تحتج للمطر الهارب منها، وخارج غرفتي يلعب طفل الجيران بما بقي من المطر

برك  ووحل و ضحك، وصوت أمه يهتز في الهواء معقباً، محذراً، بالغاً.

وأنا أنهي هذه القصيدة، تتحول الغيوم وتغير الريح اتجاهها،

هنا في الإغتراب إنه يوم كأي يوم آخر

هادئ، بارد، لفاح، أكثر ميلاً ليقضي بنا برداً

ولكن هنالك، في الوطن، كل يوم تضع بعض الأمهات أطفالهن للنوم دون عائق،  دون رقيب في الأرض

سيحلم الأطفال ببيوت بدلا من خيام تقي من قرع الشتاء.

 

وأنا أنهي هذه القصيدة، يفرغ الصحن من البيض، أنت تعيد تدوير الأخبار

وابن الجيران يقفز إلى بركة أخرى -أمه تصرخ وتصيح- بينما تلعن الأمهات الأخريات المطر.

أرشيف فلسطين الشباب