ليس مسارك وحدك

  • سندس شريم

كثيرا ما ترسم لحياتك مسارا معينا وتقرر أن لا تغيره رغم قابلية مرونته، وتبدأ متلهفا بمحاولة تطبيقه ليل نهار، وتضحي بكل نفيس من أجله،

فهو يستحق ذلك، إنه (مسار حياة)  إنه أشبه بما نسميه باللغة الانجليزية – بروبوزال-  أي مقترح..  مقترح لمشروع يسمى حياة.  ولكن اعلم حين تأخذ هذا المشروع على محمل الجد فإنه ليس مسارك وحدك، وليست حياتك لوحدك، وليست خصوصيتك لوحدك، بل كن على يقين أيضا أنك أنت لست ملك نفسك، فأنت ملك للكل. لا تستغرب كلامي قارئي العزيز.. نعم أنت ملك لهذا وذاك، حتى وإن لم يشعروك بملكيتهم لشخصك العزيز، ستعلم ذلك لاحقا، فالحياة ليست موقف كما يدعي أولي الحكمة، بل هي مجموعة مواقف، لربما كانت كلها ورود يفوح عبيرها طيلة العمر، ولكن اعلم أنها  لن تقيك من ألم أشواكها ما حييت.

حاول أن تتخذ قرارا مصيريا  كسفر (حتى وإن كان مؤقت) أو زواج (حتى وإن كان ميسر)، حاول أن تتمسك برأيك، حاول أن لا تقحم الآخرين في مشروعك، حاول أن تعتمد على نفسك، وحاول أخيرا أن تختلي بقلبك بروحك بل حتى بلسانك،  ستعلم حينها أني محقة وان موقفي لا ينبئ بالشك أبدا.

ولكن عندما تفكر في الأمر مليا أو قليلا، ستجد نفسك غريبا حتى عن نفسك، فمن أنت؟ ولم أتيت؟ وكيف تجرأت في أخذ قرار حاسم مصيري خاسر خاطئ؟! أليست المشورة لمن لا يخيبون في استعمالها؟ فلم لم تستشر حتى أصغرهم قبل أن تنفذ مسارك اللعين!.

إنه خطؤك منذ البداية.. ألم تعتد مشورتهم في شربك الماء؟  في هضمك الطعام؟ في بحثك عن الهواء؟ في وصولك إلى المرام؟  في دفئك في الشتاء؟  في خلقت.بالسلام أو الأمان ؟!

أنت لم تكن ملك نفسك مذ خلقت .. فكيف بك الآن!

مهلا عزيزي القارئ:

كن حليما، كن صبورا،  كن قويا،  فلقد سمعت أحدهم يقول يوما ما: " إن أهداك شخص ما أفعى فلا تضع وقتك في التفكير في معناها، بل استفد من جلدها..!"

حتى وان كان قولا تقليديا، فهو باعتقادي لا يخلو من العبرة التي نحتاجها.. نحن المملوكون.

أرشيف فلسطين الشباب