الطريق إلى إيثاكا


 

?ي انتظار البرابرة

لماذا ننتظر كجلنا، هنا ?ي الميدان؟

لأن البرابرةّ يصلون اليوم.

لماذا لا يحدث شيء  ?ي مجلس الشيوخ؟

كي? يجلس الشيوخ ولكنهم لا يسنون القوانين؟

لأن البرابرة يأتون اليوم.

?ما معني أن يسنّ الشيوخ القوانينّ الآن؟

عندما يأتي البرابرة، سو? يضعون القوانين.

لماذا صحا الإمبراطوْر مبكرا اليوم؟

ولماذا يجلس على عرشه، مزينا بالتاج، عند البوابة الرئيسية؟

لأن البرابرة يصلون اليوم

والإمبراطور ينتظر ليرحب بقائدهم،

وقد جهز كل شيء ليقدم له شهادة ?خرية، مليئة بالألقاب والأسماء الهامة.

لماذا ظهر قناصلنا وحكامنا اليوم

?ي مسوحهم الحمراء الموشاة؟

لماذا لبسوا أساور مرصعة بالجواهر، وخواتم.

من الزمرد البراق؟

ولماذا يمسكون ?رح?ين بالعصي

المشغولة بال?ضة والذهب؟

لأن البرابرة يصلون اليوم

ومثل هذه العصي تخلب لّبٌّ البرابرة

أين خطباؤنا الم?وهون

ليلقوا خطبهم مثل كل يوم؟

لأن البرابرة يأتون اليوم

وهم يملٌونّ الخطب وتضجرهم البلاغة

لماذا هذا ال?زع والقلق الآن؟

(ترتسم علامات الجّد? على وجوه الناس)

لماذا تق?ر الميادين؟

لماذا يعود الجميع إلى بيوتهم

وقد استبد بهم الغم؟

لأن الليل قد أقبل ولم يأت البرابرة

ووصل بعض جنود الحدود وقالوا

انه ما عاد للبرابرة من وجود.

والآن؟ وبدون البرابرة، ما الذي سيحدث لنا؟

هؤلاء البرابرة كانوا حلاً من الحلول.

إيثاكا

عندما تتهيأ للرحيل إلى إيثاكا،

تمن أن يكون الطريق طويلاً،

حا?لاً بالمغامرات، عامراً بالمعر?ة.

لا تخش الليستريجونات والسيكلوبات

ولا بوزايدون الهائج.

لن تجد أبداً أياً من هؤلاء ?ي طريقك،

إن بقي ?كرك سامياً، إن مست عاط?ة نبيلة روحك وجسدك،

لن تقابل الليستريجونات والسيكلوبات

ولا بوزايدون العاتي،

إن لم تحملهم ?ي روحك،

إن لم تستحضرهم روحك قدامك.

تمن أن يكون الطريق طويلاً،

أن تكون صباحات الصي? عديدة،

?تدخل المرا?ئ التي ترى لأول مرة،

منشرحاً، جذلاً.

توق? بالأسواق ال?ينيقية،

واقتن السلع الجيدة،

أصدا?اً ومرجاناً، كهرماناً وأبنوساً،

وعطوراً شهوانية من كل نوع،

قدر ما يمكن من العطور الشهوانية،

اذهب إلى كثير من المدن المصرية،

تعلم، وتعلم ثانية، من الحكماء.

.

لتكن إيثاكا ?ي روحك دائماً.

الوصول إليها قدرك.

لكن لا تتعجل انتهاء الرحلة.

الأ?ضل أن تدوم سنوات طويلة

وأن تكون شيخاً حين تبلغ الجزيرة

ثرياً بما كسبته ?ي الطريق،

غير آمل أن تهبك ايثاكا ثراءً.

.

إيثاكا منحتك الرحلة الجميلة.

لولاها ما كنت شددت الرحال.

وليس لديها ما تمنحك إياه أكثر من ذلك.

.

حتى وإن بدت لك إيثاكا ?قيرة،

?إنها لم تخدعك.

ومادمت قد صرت حكيما، حائزاً كل هذه الخبرة،

?لا ريب أنك قد ?همت ما تعنيه الإيثاكات.

ساعة موت نيرون

لم ينزعج نيرون عندما سمع نبوءة العرٌا? ?ي معبد 'دل?ي':

'احذر العامّ الثالث والسبعين'

إن أمام نيرون، وهو الآن ?ي الثلاثين من عمره،

زمنا طويلا ليحيا ملهاته

والعهد الذي منحه له الإله يضمن له حياة طويلة

ووقتا كا?يا لمخاو? المستقبل

والآن، وهو يحس بالملل، لسبب غامض، سو?

يعود إلى روما،

مجهدا بعد هذه الرحلة التي لم يكن ?يها سوي الملذات

بين الحدائق، والمسارح، والملاعب..

مجدن اليونان ولياليها...

وبالأخصٌ متع الأجساد المتوهجة بالرغبة

هاهو نيرون و'جالبا' ?ي أسبانيا يحشد قواته ويدربها

'جالبا' ذلك العجوز الذي كان ?ي الثالثة والسبعين.

ترجمة بشير السباعي

*ولد كونستاتين بيير ك?ا?ي ?ي الإسكندرية ?ي 17 ابريل .1863 كان ترتيبه بين إخوته التاسع والأخير، وكان أبواه من أسرة يونانية ثرية تعمل بالتجارة ?ي مدينة القسطنطينية، مات أبوه عندما كان ك?ا?ي ?ي السابعة من عمره وبعدها بسنتين أخذتْ الأم أولادّها وذهبتْ إلى إنجلترا لتلحق بعائلة ك?ا?ي حيث كانوا يديرون أعمالا هناك، بقيت الأم وأولادها ?ي إنجلترا حتى بلغ كونستانتين السادسة عشرة.

لدى عودته إلى الإسكندرية عام 1879 التحق كونستانتين بمدرسة التجارة. عمل صح?يا لبعض الوقت كما عمل مع أخيه ?ي بورصة الإسكندرية للأوراق المالية. ورغم أن ك?ا?ي لم يقدم طوال حياته مجموعة من أشعاره لكي تنشر وتباع لجمهور القراء، إلا أنه كان يكتب الكثير من القصائد ?ي السنة ولكنه كان يمزقها كلها ماعدا أربع أو خمس قصائد كل عام. كان يطبع أشعارهّ ?ي طبعات خاصة يوزعها على أصدقائه. و?ي 1904 نشر أول كتاب يحتوي على 14 قصيدة. وكان ?ي الحادية والأربعين من عمره. ولم يرسل أيٌ نسخ من قصائده للنقاد ولكن ذاع صيته ?ي دوائر المثق?ين. و?ي 1910 نشر كتابه الثاني الذي ضمنه القصائد التي نشرها ?ي الكتاب الأول إضا?ة إلى اثنتي عشرة قصيدة أخرى ولم ينشر أيٌ مجموعات بعد ذلك. ?ي ن?س الوقت، و?ي عام 1908، استأجر منزلا ?ي 10 شارع لبسيوس، الذي يعر? الآن باسم شارع شرم الشيخ ?ي حي العطارين، وعاش وحيدا ?ي هذا المنزل إذ لم يتزوج بل كان مثلياً.

?ي يونيو 1932 مرض ك?ا?ي، وشخص مرضه على أنه سرطان ?ي الحنجرة. وأقنعه صديقه المقرب سينوبولوس وأخته ريكا بالذهاب إلى أثينا ?ي يوليو من ن?س العام، وهناك أجريت له جراحة ناجحة، ولكنه ?قد صوته. و?ي أوائل 1933 انتكست حالته ونقل إلى المستش?ى اليوناني بالإسكندرية حيث أمضى الشهور الأخيرة من حياته. د?ن ك?ا?ي ?ي مقبرة الأسرة ?ي مدا?ن اليونانيين بالإسكندرية. وب?ضل الجهد المتواصل الذي قام به الشاعر اليوناني كوستيس موسكون، مع آخرين من محبي شعر ك?ا?ي ومؤسسات ثقا?ية يونانية أخرى، تم تجديد البيت الذي عاش ?يه الشاعر ?ي 10 شارع شرم الشيخ، لسبوس سابقا وصار المنزل متح?ا ومكتبة تخليدا لذكرى الشاعر.

أرشيف فلسطين الشباب